|
اسم الکتاب:
اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الکشي - التحقيق السيد مهدي الرجائي - جلد ۲
المؤلف:
الشيخ الطوسي متوفي ۴۶۰
الجزء:
۲
الصفحة: ۵۲۹
ثم رأيت هشاما بعد ذلك فسألته عما كان بينهما؟ فأخبرني أنه سبق أبا عبد الله عليه السلام الي الموضع الذي كان سماه له فبينا هو، اذا بأبي عبد الله عليه السلام قد أقبل علي بغلة له، فلما بصرت به و قرب مني: هالني منظره (۱) و أرعبني حتي بقيت لا أجد شيئا اتفوه به، و لا انطلق لساني لما أردت من مناطقته.
و وقف علي أبو عبد الله عليه السلام مليا (۲) ينتظر ما أكلمه، و كان وقوفه علي لا يزيدني الا تهيبا و تحيرا، فلما رأي ذلك مني ضرب بغلته و سار حتي دخل بعض السكك في الحيرة.
و تيقنت أن ما أصابني من هيبته (۳) لم يكن الا من قبل الله عز و جل من عظم موقعه و مكانه من الرب الجليل.
قال عمر: فانصرف هشام الي أبي عبد الله عليه السلام و ترك مذهبه و دان بدين الحق، وفاق أصحاب أبي عبد الله عليه السلام كلهم، و الحمد لله.
قوله: هالني منظره من الهول يقال: أمر هائل، و قد هالني يهولني هو لا و هولني تهويلا، و هول الامر عندي جعله هائلا، و فلان ركب أهوال البحر و تهاويله و أرعبني بهمزة القطع افعال من الرعب، و هو الخوف و الفزع و الدهش.
قوله: مليا أي زمانا طويلا غير قصير.
قوله: و تيقنت أن ما أصابني من هيبته و يقرب من ذلك أن أبا عبد الله الذهبي مع شدة عناده و كمال تبالغه في العتو و العصبية قال في ميزان الاعتدال و في مختصره: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الهاشمي الصادق أبو عبد الله، احد الائمة الاعلام، بر صادق كبير الشأن، أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد.
|