|
اسم الکتاب:
اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الکشي - التحقيق السيد مهدي الرجائي - جلد ۲
المؤلف:
الشيخ الطوسي متوفي ۴۶۰
الجزء:
۲
الصفحة: ۵۳۴
أن لله في أرضه اماما غيرك مفروض الطاعة، قال: سبحان الله، قال: نعم، و يزعم أنه لو أمره بالخروج لخرج، و انما كنا نري أنه ممن يري (۱) الالباد بالارض.
فقال هارون ليحيي: فاجمع عندك المتكلمين و أكون أنا من وراء الستر بيني و بينهم، لا يفطنون بي، و لا يمتنع كل واحد منهم أن يأتي بأصله لهيبتي، قال: فوجه يحيي فاشحن المجلس من المتكلمين، و كان فيهم ضرار بن عمرو، و سليمان بن جرير، و عبد الله بن يزيد الاباضي، و موبذان موبذ، و رأس الجالوت.
قال، فتسألوا و تكافوا و تناظروا و تناهوا الي شاذ من مشاذ الكلام، (۲) كل يقول لصاحبه لم تجب و يقول قد أجبت، و كان ذلك من يحيي حيلة علي هشام، اذ لم يعلم بذلك المجلس و اغتنم ذلك لعلة كان أصابها هشام بن الحكم.
قوله: و انما كنا نري أنه ممن يري الخ أي كنا نظن أن هشاما ممن رأيه الالباد بالارض، يقال: ألبد بالمكان إلبادا أقام، و ألبد الرجل لا يفارق منزله، و كذلك لبد بالارض لبودا، قاله في مجمل اللغة.
و في القاموس: لبد كنصر و فرح لبودا و لبدا أقام و لزق كالبد «۱».
و المراد هنا القعود عن الخروج و المجاهدة و لزاق المقام و لزامه و أما الباد البصر في الصلاة فمعناه الزامه موضع السجود من الارض، فان ذلك امارة خشوع القلب.
قوله: و تناهوا الي شاذ من مشاذ الكلام مشاذ الكلام بفتح الميم و اعجام الشين و تشديد الذال المعجمة، تقال: لشواذ الاقوال و نوادرها، كما تقال: مداق النكات لدقائقها و غوامضها.
تقول: كلمة شاذة و قول شاذ و رواية شاذة، اذا كانت مخالفة لما تقتضيه الاصول و القوانين، و يذهب اليه السواد الاعظم من العلماء المراجيح.
(۱) القاموس: ۱/ ۳۳۴
|