من نحن

اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الکشي - التحقيق السيد مهدي الرجائي - جلد ۱ - الصفحه ۱۲۵
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست  كتاب الصورة  تحمیل الصورة
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابق    الجزء:    الصفحة التالی »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الکشي - التحقيق السيد مهدي الرجائي - جلد ۱    المؤلف: الشيخ الطوسي متوفي ۴۶۰    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۲۵

..........
قلت: هذا الحديث متواتر قد تظافرت و تظاهرت طرق نقله، و ما ذكره من رواية ابن عباس خبر من باب الآحاد و لا تعويل عليه، و العمل في المذهب من طريق أهل البيت عليهم السلام أن مطلق النوم الغالب علي الحواس ناقض للوضوء اضطجاعا كان أو قعودا.
فاما سبيل مغزاه من طريق العلوم البرهانية فهو: أنه قد أقر في مقره في العلوم الطبيعي و في العلم الذي فوق الطبيعة أن النفس الانسانية اذا كانت منهمكة في جنبة البدن و في غواشي عالم الطبيعة لم يكن طريقها في الرؤية الابصارية الا من سبيل الظاهر من ممر الجليدية.
و أما الانسان المتأله اذا صار أكيد العلاقة بعالم الملكوت و قوي ارتباط قوته القدسية بالجواهر النورية و الأنوار العقلية، فتهيأ له الرؤية البصرية في اليقظة و في النوم لا من سبيل الظاهر، بل من سبيل الباطن بانطباع الصورة في حسه المشترك و اختلاس قوته المتخيلة من فيض عالم العقل لا بحضور مادة خارجية.
و من هناك كان النبي احدي خاصياته الثلاث التي منها تستتم ضروب النبوة أن تتشبح له الملائكة فيري من تتنزل عليه من ملائكة الله المقربين، و يسمع كلام الله منتظما علي لسان روح القدس الامين باذن الله المهيمن الملك الحق المبين.
و هذا هو الذي يعبر عنه بالوحي و الايحاء علي ما قد أسمعناك فيما تلونا عليك من قبل، و ليس يتيسر ذلك للنبي متي ما أراد و حيثما أراد، بل انما له وقت موقوت من الله سبحانه يلقي عليه فيضه اذا شاء كيف شاء، و سواء في ذلك حال النوم و حال اليقظة.
فاذن ربما يكون النبي تنام عيناه و لا ينام قلبه فيري و يسمع في النوم ما يراه و يسمعه في اليقظة، و لكن لا من سبيل الظاهر، بل من سبيل الباطن من جهة الاتصال بالملأ الاعلي و الانخراط في سلك الملكوت، و لا كذلك ساير البشر، فهذا معني قوله صلي الله عليه و آله تنام عيناي و لا ينام قلبي، و لم يزد أنه يبصر و يسمع في النوم كما يبصر و يسمع في اليقظة دائما في جميع أوقات النوم و اليقظة فليتعرف.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابق    الجزء:    الصفحة التالی »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست  كتاب الصورة  تحمیل الصورة