فسأل أهل المجلس عنهما فقالوا: افترقا و سمعناهما يقولان كذا و كذا، فقال رشيد رحم الله ميثما نسي و يزاد في عطاء الذي يجي ء بالرأس مائة درهم، ثم أدبر، فقال القوم هذا و الله أكذبهم، فقال القوم هذا و الله ما ذهبت الأيام و الليالي حتي رأيناه مصلوبا علي باب دار عمرو بن حريث، و جي ء برأس حبيب بن مظاهر قد قتل مع الحسين (ع) و رأينا كل ما قالوا، و كان حبيب من السبعين الرجال الذين نصروا الحسين (ع) و لقوا جبال الحديد و استقبلوا الرماح بصدورهم و السيوف بوجوههم و هم يعرض عليهم الأمان و الأموال فيأبون و يقولون «۱» لا عذر لنا عند رسول الله (ص) إن قتل الحسين و منا عين تطرف حتي قتلوا حوله، و لقد مزح «۲» حبيب بن مظاهر الأسدي، فقال له يزيد بن حصين «۳» الهمداني و كان يقال له سيد القراء يا أخي ليس هذه بساعة ضحك، قال فأي موضع أحق من هذا بالسرور و الله ما هو إلا أن تميل علينا هذه الطغام «۴» بسيوفهم فنعانق الحور العين.
قال الكشي: هذه الكلمة مستخرجة من كتاب مفاخر الكوفة و البصرة.

ميثم التمار
۱۳۴ حمدويه و إبراهيم، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان،

(۱)- في النسخة: فيقولون.
(۲)- في المطبوعة: و لقد خرج حبيب بن مظاهر الأسدي و هو يضحك.
(۳)- و في الترتيب و نسخة ج: يزيد بن حصين. و في حواشي بعض النسخ:
برير بن خضير.
(۴)- الطغاة- خ و الطغام بالفتح: اوباش الناس.