مقدمة التحقيق
أهمية علم الرجال
يُعتبر علم الرجال من العلوم الرئيسة في معرفة رجال الحديث، ومن الوسائل الناجعة في تحديد مدي اعتبار الأحاديث المروية عن المعصومين( عليهم السلام). حيث شهد الفقه طوال التاريخ تأثير هذا العلم الكبير في تنقيح الأحاديث الشريفة وتمييز الرواة الثقات عن غيرهم، كما استطاع الفقهاء بتطبيق هذا العلم معرفة الأحاديث المعتبرة عن غيرها ومعرفة الرواة الغلاة والوضّاعين منهم، حتّي يزيلوا عن المصادر الروائية للشيعة ما روي بواسطة هؤلاء الوضّاعين من الموضوعات وما خلط بالغلو فيتركوها، ومن ثمّ تستخدم هذه المصادر المعتبرة وما فيها من الروايات في عملية استنباط الأحكام الشرعية الأصلية والفرعية منها للوصول إلي الأقوال الفقهية والفتاوي الشرعية المحكمة والواقعية.
إنَّ علم الرجال كما يراه الفقهاء والرجاليون هو الأداة المهمة للوصول إلي الأحكام الثابتة والقطعية في الفقه الشيعي. والمصدر الرئيس الذي يؤكد علي الاعتماد علي هذا العلم هو القرآن الكريم وآياته المباركة. فكثير من الآيات القرآنية قد أمرتنا باتباع العلم والابتعاد عن الجهل وسهّل الأساليب المعتمدة عليه. ومنها ما تقرأه في سورة الإسراء في قوله عز وجل: «وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلا». [ الاسراء: ۳۶. ]